الصادق جمال الدين الصادق استاذ مساعد بجامعة امدرمان الاهلية كلية العلوم التطبيقية و الحاسوب
نظام قاعدة البيانات قبل الدخول لمستشفى الطوارئ
المقدمة :
خدمات الطوارئ الطبية ليست فقط مسؤولة عن الرعاية الطبية السريعة و الفعالة ، و لكن ايضاً لتوثيق كل ما حدث. للأسف الغالبية العظمى من هذه الاحداث ، لا تزال موثقة يدوياً مما يجعلها تستغرق وقتاً طويلاً ، قابلة للخطأ و مكلفة.
حل هذه المشكلة جاء عن طريق تطبيق يسمى (آريفيف، iRevive) ، وهو تطبيق قاعدة البينات المتنقلة التي تم تصميمها لتسهيل جمع و إدارة البيانات قبل دخول المستشفى. يتم نقل بيانات المريض لاسلكياً عن طريق خدمة الويب ، مما يتيح مشاركتها مع أنظمة المستشفيات المختلفة و مجموعة واسعة من التطبيقات البحثية.
البيانات الإكترونية للمريض ، تكون متاحة و سهلة التبادل و التحليل مع الانظمة المختلفة، ومع تراكم المزيد من البينات سيتم تطوير خوارزميات جديدة لتوجيه و مراقبة جميع أنواع الرعاية الطبية.
في هذا المقال سنناقش ثلاث محاور وهي:
أولاً: نظام خدمات الطوارئ.
ثانياً: آريفيف "iRevive"
ثالثاً: الرؤية المستقبلية لـ آريفيف.
أولاً: خدمات الطوارئ الطبية
خلفية تاريخية:
أعتبرت سيارات الأسعاف في أوائل القرن العشرين ، وسيلة لنقل المرضى و المصابيين من المنازل و أماكن العمل و الأماكن العامة إلى المستشفيات حيث تبدأ المعالجة الحقيقة.
في عام 1977م ، دخل نظام خدمات الطوارئ الطبية "EMS" حيز الوجود ، و كذلك إيقاف الرجفان القلبي من قبل أفراد الطاقم. وأصبح الجزء الخلفي من سيارة الأسعاف مكان للأدوية المنقذة للحياة.
تطورت خدمات الطوارئ بسرعة على مدى الثلاثين سنة الماضية ، و تشير التقارير إلى أن هذه الخدمة تعالج و تنقل ما يصل إلى ثلاثين مليون مريض سنوياً.
إن معظم موظفي خدمات الطوارئ يسجلون المعلومات السريرية و بيانات التشغيل الاخرى بأستخدام الورقة والقلم ، لذلك فإن جمع البيانات محدود وغير فعال. بالإضافة إلى ذلك، فإن تقرير المريض لا يحتوى على معلومات تخص النتائج و السبب في ذلك هو أن هذه النتائج تحتفظ بها عدة كيانات منها المستشفيات و مراكز إعادة التأهيل و مكاتب الأطباء.
يمكننا القول بأن الأخطاء الطبية قد تنشأ من خلال وضع بيانات غير كاملة
الأساليب الحالية:
يعمل موظفو خدمة الطوارئ في فرق مكونة من قسمين، يتكفل أحد مقدمي الرعاية بالمريض و آخر يقوم بمقابلة أفراد العائلة أو المارة و يبحث عن الأدوية و بطاقة الهوية و بطاقات التأمين، تكون هنالك مدونة مع الطاقم تحتوي على أربعين بند يتم جمعها لكل مريض ، مثل: موقع الحادث، أرقام تعريف الطاقم، رقم الضمان الاجتماعي، نتائج الفحص البدني وغيرها.
في بعض الحالات لا يمكن جمع هذه البيانات بسبب الحالة الحرجة للمريض، حيث يقوم أفراد الطاقم بتقديم الرعاية الطبية له ؛ لذا فإنه من الضروري أن يعتمد موظفو خدمة الطوارئ على نظم معلومات تبسط تسجيل و تخزين البيانات.
في عام 1966م ، نشرت "NHTSA" مقالاً بعنوان (جدول أعمال إدارة الطوارئ الطبية) وشددت في هذا المقال على أهمية تطوير نظم إدارة الطوارئ الذي يستند على عناصر موحدة لجمع البيانات.
ثانياً: آريفيف "iRevive"
آريفيف هو نظام قاعدة البيانات المتنقلة قبل الدخول لمستشفى الطوارئ ، الذي يسمح بألتقاط البيانات و الأشارات الحيوية في شكل إلكتروني ودمجها تلقائياً وهو يتألف من شبكة لاسلكية و أجهزة كمبيوتر محمولة لتشغيل التطبيق، كل هذه المعلومات يمكن إرسالها لاسلكياً من الحقل إلى الخادم، ليتم معالجتها و تخزينها ثم تحويلها إلى المستشفيات المعنية بإستخدام خدمات الويب.
سجلات رعاية المرضى قبل دخول المستشفي:-
هنالك ثلاثه انواع من البيانات هي :
- المعلومات التي تم إلتقاطها بواسطة مقدمي الخدمة وهي المعلومات الديموغرافية (تاريخ المرض أو الأصابة – التاريخ الطبي بما في ذلك الادوية، المعلومات الاجرائية ، على سبيل المثال (التجبير))
- البيانات المتعلقة بالفحص الجسدي للمريض (البطن – العنق – الاطراف – الجهاز العصبي و غيرها).
- البيانات المتعلقة بالاجهزة الحيوية ؛ مثال لذلك: (معدل النبض).
تم أستخدام آريفيف بالتوازي مع أساليب التوثيق المكتوبة بخط اليد، فأظهر آريفيف فعالية أكبر:
- جمع البيانات اثناء سيرالعمل.
- سهولة الاستخدام.
- أستكمال الوثائق.
هنالك بعض الصعوبات التي واجهت آريفيف منها:
- مشاكل الاستخدام.
- الحاجة إلى مزيد من نقاط البيانات.
وبشكل عام طريقة جمع البيانات إلكترونيا لاقت نجاحاً كبيراً. ولكن من أجل الحصول على أكبر قدر ممكن من البيانات و جعل آريفيف أكثر فعالية ، أقترحت عدة أضافات منها:
- نوع الرد.
- نوع الموقع (مدرسة – طريق).
- معلومات أضافية عن المريض مثال: (الوزن).
- معلومات حول سبب الحادث.
ثالثاً: الرؤية المستقبلية لـ آريفيف:
تهدف النسخة المستقبلية لـ آريفيف إلى زيادة كفاءة النظام و سيتم ذلك من خلال أضافة المزيد من الأجهزة و الوظائف و زيادة الدور الذي تلعبه سيارة الاسعاف. و لوحظ أن سيارة الأسعاف يمكن أن تلعب دوراً رئيسياً في المساعدة على الاتصالات و المعاملات التي تحدث أثناء الإستجابة. و ستضمن السيارة إتصالاً لاسلكياً مع الأقمار الاصطناعية فضلاً عن برنامج تحديد الموقع.
هنالك إضافات جديدة لبرنامج آريفيف وهي:
- أجهزة الإستشعار: حيث تم التخطيط لإدراج أجهزة استشعار طبية و غير طبية. و التي لها القدرة على مراقبة المريض و تحليل البيانات.
- خدمات الويب.
- جهاز العميل.
د. الصادق جمال الدين الصادق
Dr. Elsadig Gamaleldeen Elsadig
الصادق جمال الدين الصادق استاذ مساعد بجامعة امدرمان الاهلية كلية العلوم التطبيقية و الحاسوب