لطالما لفت انتباهي عمر الأربعين،

تمنيت أن أبلغه وأنا ناضجه بما يكفي،

كحال أولئك الذين رأيتهم وهم،

في حال عليا من السكون والحكمة،

والتعقل والتأني في دواخلهم ومواقفهم،

أن لا يصدر مني قول أو فعل،

لا يدل على أربعينيتي،

ألا تكون لدى مهاترات العلاقات،

أو سوئها أو ما لا يدل على النضج بها،

إن أكون تعلمت بما يكفي،

للتعامل مع الحياة،

وعلى قدر من فهم الذات،

وإصلاحها وتطويرها،

أن لا يكون لدى ما يشوب الفكر والقلب،

من حسد أو غيرة أو بغض،

إن يكون لدى ما يكفي من السلام والحب،

لاحتواء العالم كله به،

وإن يكون لدى ما يكفي من الرضا،

لعيش الحياة بهناء وقناعة،

إن يكون لدى من الحلم والعفو ما يسع،

لعثرات البشر وأخطائهم وجهلهم،

إن تكون لدى طوله البال والصبر،

ما يمهلني لبلوغ كل مراد وهدف،

وإن أقوم تربة بذور نواياي بإتقان،

ليصبح أصلها ثابتا متينا،

ينبت ويتفرع بالثمر الطيب،

إن أكون فهمت الغاية الحقيقية من خلقي،

وهي عبادة الله وحده،

وأنما هذه هي الحياة الدنيا دار عمل،

للدار الحقيقية وهي الآخرة،

إن بكون نضري أبعد من النطاق الضيق للحظة الحالية،

وأكون على بعد نضر أن كل شيء سيمضي وينتهي.